طرحت الصين سلسلة من السياسات لتحفيز إنتاج الحبوب خلال العام الجاري، بحسب خطة أعلنتها وزارتا الزراعة والمالية.

 

ذكرت الوزارتان بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن البلاد ستخصص المزيد من الإعانات لمرة واحدة، لدعم المزارعين في مواجهة النفقات المتزايدة الناجمة عن الأسعار المرتفعة للإمدادات الزراعية.

 

تضمنت الخطة، دعم تطوير 6.67 مليون هكتار من الأراضي الزراعية مرتفعة المعايير، وتوفير إعانات لشراء وتشغيل الآلات الزراعية.

 

كما سيتم تخصيص الإعانات لزراعة الذرة وفول الصويا، مع رفع سعر الشراء الأدنى للأرز والقمح بشكل مناسب لحماية مصالح المزارعين بشكل فعال.

 

وفي الوقت نفسه، دعت الوزارتان إلى بناء مجمعات ومراكز صناعية لإنتاج الحبوب والزيوت، لتشكيل سلاسل صناعية شاملة.

 

ذكرت الوزارتان أنهما ستزيدان من الأموال المخصصة لأعمال الإنقاذ في حالات الكوارث، لدعم جهود الوقاية والسيطرة على الآفات والكوارث، مع تعزيز التأمين المالي عليها.

 

وبحسب "بلومبرغ" تتعرض الصين لتهديدات تتعلق بالأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية وظروف الطقس التي تهدد إنتاج المحاصيل خلال العام الجاري، بالإضافة للاضطرابات الجيوسياسية والوباء، وهو ما يعيق جهود الصين الرامية لضمان توفير الإمدادات الغذائية لسكانها الذين يبلغ عددهم نحو 1.4 مليار نسمة.

 

جعل الرئيس شي جين بينغ الأمن الغذائي أولوية بالنسبة لثاني أكبر اقتصادات العالم، في إطار جهوده لتلبية الطلب المتنامي على المحاصيل الذي دفع واردات الذرة وفول الصويا والقمح إلى مستويات قياسية، مما جعل بكين معرضة بشكل متزايد للتوترات التجارية وأزمات الإمداد. في الوقت نفسه؛ تسبّبت الكوارث الناجمة عن تغير المناخ في حدوث أضرار واسعة النطاق للمحاصيل، وتقليص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، مما صَعَّب من تعزيز الإنتاج المحلي.

 

تهديدات متعددة

 

عرض تانغ رنجيان، وزير الزراعة الصيني، هذا التهديد خلال اجتماع حكومي رفيع المستوى في بكين هذا الشهر. وقال للصحفيين: "تواجه الصين صعوبات كبيرة في إنتاج الغذاء بسبب الفيضانات غير المعهودة التي واجهتها الدولة خلال فصل الخريف الماضي". وتابع قائلاً: "أخبرنا العديد من الخبراء والفنيين من ذوي الخبرة أنَّ أوضاع المحاصيل هذا العام قد تكون الأسوأ في التاريخ".

 

قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في اجتماع سياسي عقد في بداية مارس الجاري، إن الصين لا تستطيع الاعتماد على الأسواق الدولية لضمان الأمن الغذائي.

 

قال شي خلال اجتماع حضره أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، إنه يجب على الصين التركيز على أسواقها الغذائية المحلية، مع التأكد من أن لديها مستوى مناسب من القدرة على الاستيراد.

 

كما شدد الرئيس الصيني على حماية الأراضي الزراعية والتنمية التي تقودها التكنولوجيا لصناعة البذور للمساعدة في حلِّ قضايا الأمن الغذائي.

 

كما أكد صانعو السياسة في المؤتمر الشعبي الوطني، الذي يعقد بالتزامن مع المؤتمر الاستشاري السياسي، على الأمن الغذائي كقضية رئيسية للأمة هذا العام، خاصة بعد ارتفاع أسعار بعض المحاصيل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.