بي بي سي

 

سجلت أسعار النفط يوم الخميس ارتفاعا جديدا وسط حالة ارتباك بشأن ما إذا كانت الدول المنتجة الرئيسية ستساعد في سد فجوة الإمدادات الروسية.

 

وبدا أن الإمارات تدفع أعضاء منظمة أوبك لزيادة الإنتاج، بعد تصريح أدلى به سفيرها في واشنطن، يوسف العتيبة، بأن بلاده تؤيد زيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض الأسعار التي ارتفعت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بيد أن وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، بدد تلك الآمال.

 

وارتفع سعر النفط أكثر من 5 في المئة بعد تراجع بنسبة 17 في المئة يوم الاربعاء.

 

وقال الخبير ستيفن إينيس: "القول بأن سوق النفط مرتبكة هو تصريح أقل من الحقيقة".

 

وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وزعماء آخرون قد تعهدوا بالسعي إلى تخفيف ضغوط الأسعار عن كاهل الأسر. كما أجرى مسؤولون أمريكيون محادثات مع منتجي النفط بهدف تعزيز الإمدادات.

 

وقال العتيبة في بيان لسفارة الإمارات في واشنطن على تويتر: "نفضل زيادة الإنتاج وسنشجع أوبك على بحث مستويات إنتاج أعلى".

 

بيد أن المزروعي قال في وقت لاحق إن الإمارات ملتزمة باتفاقية أوبك الحالية المتعلقة بالإنتاج الشهري، التي تحدد الكمية التي تنتجها الدول الأعضاء.

 

حقل نفط

 

وقفزت أسعار النفط بأكثر من 30 في المئة منذ 24 فبراير/شباط لتصل في وقت ما إلى 139 دولارا للبرميل هذا الأسبوع، وكان سعر النفط قد تراجع مرة أخرى إلى نحو 106 دولارات للبرميل خلال يوم الأربعاء، لكن بحلول صباح يوم الخميس سجل التداول نحو 116 دولارا.

 

وكان وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، قد أصدر يوم الثلاثاء "نداء عاجلا" لمنتجي النفط في أوبك، حثهم فيه على زيادة الإنتاج "لتخفيف الضغط عن السوق".

 

واتفقت منظمة أوبك بقيادة السعودية ومجموعة أوبك بلس، التي تضم روسيا، على تجنب حرب الأسعار والحفاظ على حالة السيطرة على السوق.

 

وقال إينيس، الشريك الإداري لشركة "إس بي آي" لإدارة الأصول: "القول بأن سوق النفط مرتبكة هو تصريح أقل من الحقيقة، لأننا في وضع غير مسبوق".

 

وقال فيفيك دهار، خبير السلع في بنك الكومنولث: "نعتقد أنه سيكون من الصعب على أوبك بلس تعزيز الإنتاج في هذه البيئة".

 

وكانت المخاوف بشأن إمدادات النفط والغاز قد أدت إلى زيادة في فواتير التدفئة المنزلية وأسعار الوقود في محطات التزويد. وسجلت أسعار البنزين والسولار يوم الاربعاء أرقاما قياسية جديدة في المملكة المتحدة، وفقا لمجموعة "آر ايه سي" لخدمات المركبات.

 

وبلغ سعر لتر البنزين الخالي من الرصاص 159.57 بنس، بينما بلغ سعر لتر السولار 167.37 بنس.

 

مضخة بنزين

وقال سيمون ويليامز، المتحدث باسم المجموعة: "تبلغ تكلفة تزويد خزان الوقود حاليا 88 جنيها إسترلينيا تقريبا بينما تجاوز سعر السولار 92 جنيها إسترلينيا. ويبدو أن سعر السولار يتجه إلى 1.70 جنيه إسترليني للتر".

 

وارتفعت أسعار الطاقة منذ أكثر من عام وسط انتعاش سريع في الطلب على النفط، الذي انهار خلال فترة تفشي وباء كورونا.

 

وأضاف الغزو الروسي لأوكرانيا ضغوطا جديدة على الأسعار، إذ جعلت العقوبات من الصعب على روسيا، التي تنتج نحو 7 في المئة من الإمدادات العالمية، العثور على مشترين لنفطها.

 

كما أعلنت الولايات المتحدة وكندا حظرا على واردات النفط الروسية، بينما قالت المملكة المتحدة إنها ستلغيها تدريجيا بحلول نهاية العام.

 

ووافقت وكالة الطاقة الدولية مؤخرا على تحرير 60 مليون برميل من النفط من الاحتياطيات الوطنية الاستراتيجية، بيد أن تلك الخطوة ليست كافية لمواجهة ارتفاع الأسعار الأخير.

 

وقالت فيث بيرول، رئيسة الوكالة: "إذا كانت ثمة حاجة، إذا قررت حكوماتنا ذلك، فيمكننا جلب المزيد من النفط إلى الأسواق، كجزء من الاستجابة".